السبت، 7 مايو 2016

رفيو عن رواية ذئبة الحب و الكتب / محسن الرملي

(عن محسن الرملي و ذئبته) 

1/
يخرج الكاتب محسن الرملي في روايته ذئبة الحب بثيمة جديدة تختلف جملةً و تفصيلا عن رواياته السابقة غير أن النهاية هي النهاية في كل روايات الرملي "تتركك مصابا بالذهول"!
بدأ الرملي هنا الكتابة بالنبرة الأنثوية محطما بذلك نمط التكرار في رواياته السابقة! 
حيث انه كان ينقل في رواياته السابقه لنا السجون و  الحرب و الخراب و الفقر و الموت و الأسرى من الرجال كما هم على أرض الواقع واضعهم بدمهم بتوابيتهم بحاجتهم لنا نحن النساء بجوعهم للحياة، 
الا في ذئبة الحب فأن النبرة الأنثوية تكاد ان تكون هي المحور الذي شيدت عليه معالم الرواية حيث يذكرنا الرملي هنا بِأساليب الكتابة في أهم رسائل العشاق التي كُتِبت على مر التاريخ،
تبدو لي رواية ذئبة الحب و الكتب أكثر بطئا في السرد من حيث ان الأحداث في الرواية تمتد بين عدة أجيال متنقلة ماراً بعدة دول  ( الأردن و اليمن و السودان و أسبانيا) و ذلك ما جعل الرواية اطول من روايات الرملي السابقة محطما بذلك عدد الصفحات اولا و طريقة السرد ثانيا، 
لكني اراهن الرملي و الجميع ان هذة الرواية كانت الأسهل من بين الباقيات و كأنها طبق التحلية في المائدة التي قدمها الرملي لنا.  

2/ 
الرملي كان أكثر وفاءا لحسن مطلك (أخيه) الذي اعدم في زمن النظام البائد من نفسه حيث سيلاحظ من يقرأ الرواية ان الرملي تداول لرواية الدابادا و اخيه حسن  اكثر ما تداول اسمه و اسماء رواياته، 
كما ان الرملي و من خلال سرد الرواية تحديدا صفحة 30  يحاول تذكرينا بالأسماء المهمة التي جعلت الأدب العراقي في الصدارة امثال : السياب ، غائب طعمة فرمان، ضياء العزاوي، سالم الدباغ، مظفر النواب، ملا عبود الكرخي .. و غيرهم 
هو في رأي توظيف اكثر ذكاءا من الرملي لكي يتجدد تذكار ما تركه مطلك و الأخرون من ادب و فن للعراق، لذلك ستجد نفسك تدون أسم رواية الدابادا و كتاب الحب للمطلك و اسماء الكتب المعروفة لبقية الأدباء لتتعرف أكثر على كل كاتب و فنان و شاعر منسي كم هو العراق!

3/
هيام او ذئبة الحب و الكتب
قوية الرقة، الشرسة في الحب و الكتب، المجنونة كما أنا، صاحبة المخيلة العجيبة التي كانت تحلم بنهدين كمثرين، علاقتها المتعددة و تجاربها العاطفية التي حملتها لتشارك فراشها مع رجل لا تحبه! ، أحلامها برجل كونت حقيقته في مخيلتها، بالحب حين كانت تقول :
"السير في الحياة دون الحب هو مثل الذهاب إلى المعركة بلا موسيقى، مثل السفر بلا كتاب، و مثلا الأبحار دون نجمة توجهنا"
"الحب أحد الضيوف الذي يزورننا بلا موعد مسبق، مثله مثل الحظ و الموت"

لقد علمتني هيام الوحيدة وسط طوفان أنوثة جائع الكثير ابتداءا بِــ انواع القبل "ص136" مرورا بما يحتاجه العراق حين قالت ان ما يحتاجه العراق هو الحب "ص174" ، علاقتها مع النباتات "أبناء صمتها" حتى أني رحتُ اربي نباتات و كذلك أسميهم "أبناء صمتي" ،
ذائقتها المتمسكة بتلك الفترة الموسيقية "السبعينية" ، 
ذوقها في الرجال حيث انها لا تعجب بالرجل السمين ابداً فهو يبدو مثل قصيدة تفتقد للشعرية و تضيع روحها في طيات الشحم! .. و الكثير 
احيانا اشعر ان هيام امرأة مستنسخة مني، حقا لو كلنت هيام حقيقية لكنت أنا، 
 لكني سأحارب لأجل ان لا أجعل حياتي تنتهي على فراش مع رجل لا احبه، بل سأحب حبيبي أكثر و سأحارب لأجله أكثر.. 

4/ 
نهاية الرواية كانت من أجمل النهايات عنصر المفاجئة هنا قادني للذهول، للجنون، لأن أكون أستثنائية حتى في النهاية!
أن أجعل الحب ملموس مع من أحبه حتى لو فصلت بيننا القارات. 

نحن دوما على موعد مع الحب و الكتب و الكتابة، على موعد قبل غروب العمر، و قبل القيامة، و كل الاشياء... 

الرواية pdf/



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق