الثلاثاء، 23 فبراير 2016

قراءة لكتاب فوق بلاد السواد لــ أزهر جرجيس

"رحلة فوق بلاد السواد"

يقول الفيلسوف سورين كيركغارد
أن السخرية إحدى سمات الموضوعية!

لذا فأن السخرية في قصص هذة البلاد ستجعلك تكتشف كيف ان الموضوعية تأخذ مجراها هي الأخرى، لتتعدى بعد ذلك الى منطلق اكثر واقعية يجعلك في موضع الشك إنك ربما أنت أحد الموجودين داخل هذة القصص!، 
هذة القصص التي من شأنها أن تبقى كشاهد حي على الشكل الحقيقي للحياة الإجتماعية التي مررنا بها على المدى القريب و البعيد تحت ظروف خط الفقر و الحرب و الحب و السلام و الجوع و الهجرة و الموت و الدين و السياسة ... الخ الخ
و كل ما مررنا به نحن سكان بلاد السواد من ظروف معيشية قد كادت ان تبيد بلاد السواد عن بكرة أبيها! 
 ... 

أسألكم و أسأل نفسي؟؟؟؟؟؟
- من منا لم يفقد طعم حياته؟
- من منا لا يشعر انه المجرم الذي ارتكب كل الجرائم في بلاد السواد، في الوقت الذي كان يلعب فيه دور المهرج كل ليلة؟ ، المهرج الذي يجعل الناس تتخلص من السأم و الكرب و تبدأ بالضحك و تشعر بطعم الحياة من جديد؟ 
- من منا لم يركب سيارة تويوتا كراون موديل ١٩٨٣ التي اندثرت بالشكل فقط! و بقيت صورتها مرتبطة بحمل التوابيت.
- من منا لم يصادف احدا ما يشبه الملا عرفان و الكثير الذي يجعلنا نهتف نحن ايضا بعبارة  (ربطت بالدوشيش)؟ 
-  من منا لمن يردد جملة "أمري لله" عند اي مصيبة؟ 

الجواب
جميعنا جميعنا جميعنا ...

نحنُ طبعا الذين نعرف من ضيع "صول چعابنه" لكننا ما زالنا نقلد "رقصة نوفة" نردد (ضاع صول چعابنا و خرب لعبنا ...)
و رغم الهوم سيك الحاد الذي يلازمنا نستعين بالباذنجان لأنها تذكرنا ب...
نحنُ الذين لازال صوت عماتنا يدوي في داخلنا كما يدوي  صوت سمسمية حين تهمسُ في اذن إبن أخيها سمير و تقول كلمتها الشهيرة :
(عمتك راضعة الحكمة من صدر الدنيا)،
جميعنا نحن الفتيات وقعنا في حب مراهق يشبه محمد دكمة!
دكمة الذي جعلني اضحك كما لو كنت ارافقه في صولاته و جولاته، كما لو كنت انا انا زنوبة الحمرة التي جعلت من زعماك و فاضل خيسة في جبهة وحدة للنيل من حبيبي دكمة و في النهاية انتصر القدر طبعا
و قصته من البقلاوة و الزقنبوت الذي زقنبه لصديقه فقط لانه كتب رسالة الى المعلمة سناء (وروح ابوية احبج)،
و المهامص و الملامص و اول تصچيمة علمها لصديقه ابو الزوز (كل هلرشاقة و ما تتشاقة؟!) 
الجواب طبعا (الغِسِل) أومّمممممداك.
ما للحب مكان في هذة البلاد و "يالله هي ظلت على دكمة"..
و جميعنا التقينا بهيلدا التي تكتفي بقصة موت قطة و فراق حبيب امام قصة موت رباب التي ماتت في شارع السعدون التي احترقت هي و سلمى و ليلى ولم يبقى الا فيصل السادس عشر!

ستتعرف هنا على الكنارة و الخيكانية!
قرب يا ولد اضحك يا ولد.

طبعا مجموعة النصائح الموجودة في هذة البلاد ستطيل عمرك مثلا :
-رقصة "الشي تور" قد تؤدي بحياتكم!
-ان لا تثق بزعيم سياسي يدعي أنه يملك مشروعاً جباراً و أفكاراً خلاقة لبناء البلد.
- الاكثار من شرب الماء و تقليل من مشاهدات نشرات الاخبار، فالعمر ينتهي و الاخبار لا تنتهي).
- اي رجل يشبه "حردان ابو السحورة" سينقذ قصة حبك التي لم تنتهي بالزواج بسبب العادات و التقاليد.
- الفرق بين "حمد و حمود" حرف قد يقودك للأعدام كن اكثر حذرا! .
- جبار ابو الدين يروح فدوة لِلمعلمة إيلين ليست لأنها جميلة فقط لا لأنها تفوق جميع مدرسي الدين محبةً و أنسانية. 
-لا تضع صور السيقان الملفوفة بجوارب شفافة 
تحت وسادتك لأنك ستحل احلاما برائحة الجوارب.
-قصة ماركوس تذكرنا بالكثير من ذوي الشهادات العليا و الاسماء التي تحمل هالة الثقافة السطحية المترددة المستهلكة فقط! 
فقط لأنهم اصحاب شهادات عليا و اسماء حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي تسبقها د. الى eng الى أ. او م. ... الخ الخ من الألقاب العلمية التي كان ماركس لا ينفخ فيها.

و في النهاية اقرئوا و أستمتعوا و رددوا 

الوطن كذبة عووووووووو
الوطن يأكل أبناءه عووووووووو
الدنيا دوارة عوووووووووو



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق