الأحد، 27 مارس 2016

قراءة لرواية الفهرس / سنان أنطوان

أنتهيت لتوي من قراءة رواية فهرس.
يقال :
"الكتاب الجيد هو من يسليك، و الكتاب الحقيقي هو من يضيف لك" ...

نحنُ نحتاج أن نجتمع بتناقضاتنا لتكتمل الصورة الكلية للواقع الحي الذي نحنُ جزء منه،
فبين دكتور نمير و الكتبي ودود
و مدينة نيويورك و مدينة بغداد
بين الترف الملموس و الزهد الواضح
نستدل أن الفهرس قائمة على هذة الأضداد و التناقضات التي تكمل بعضها و تعطي أستمرارية للفهرس و للحياة ربما. 
البدايات مع الفهرس تبدأ بِـ منطق الطير، هذا المنطق الذي يجعلنا نحن الذين لا جناح لنا محلقين غير آبهين بالسقوط الذي سيجعلنا أقرب لما نحن عليه الأن، أو ربما اسوء، لا أحد منا يعلم مصيره القادم.
تدخل اللهجة العراقية هنا في الرواية كعامل مساعد على نشرها فمن يعرف معنى صوندة ، لكمة ، فنك .. الخ الخ، 
من الجمل التي تحمل اللهجة العراقية القح
فترى ان الكاتب هنا يوظف اللهجة العراقية من خلال السرد المتواصل لأحداث الرواية لتكون اكثر تداولا عند الذن ســـ يقرأون الرواية،
الوصف المفرط في الرواية احيانا يفسد بعض الأحداث فمثلا لقاء نمير مع صديقه على العشاء ص ١٦٨ أفسدت موضوع الخيانة الزوجية التي تكلم عنها صديق نمير و عن الموضوع الاساسي الذي جعل نمير ينفر من صديقه و لم تجعلني أعطي الأنطباع الحقيقي لهذا الشيء على الرغم من انه شيء مهم و قد يمس اي أنسان يمتلك مشاعر او أنسانية أتجاه وطنه،
هناك بعض المشاهد ذكرتني برواية "وحدها شجرة الرمان" للكاتب نفسه
مثل مشهد المغيسلجي الذي ذكر كتب عنه مقالة في جريدة "نيويورك تايمز" 
و هذا برأي توظيف بارع للتدقيق في مدى دقة تركيز القارئ و أستمرارية تذكره للروايات الأخرى. 

"الكاتب الحقيقي هو من يجعلك تصدق بأن الأشياء جميعها حية لا بل تجعلك تؤمن بذلك، فعند المنطق الذي ذكر في الرواية من:
منطق الطير، منطق الخليفة، منطق الزوراء، منطق كاشان، منطق السدرة، منطق الألبوم، منطق أبو جنيّة، منطق الجدار، منطق العود، منطق الأسير، منطق الجنين، منطق الشريط، منطق التوأم، منطق العين، منطق التنور، منطق الصور السالبة، منطق شبعاد، منطق الفهرس، منطق المنضّب، منطق النبّاش، منطق الطير ... الأخير
جعلني حقا مؤمنة ان الجدران حية، و العود حي، و التنور يكلمني و يراني احترق معه، و منطق الفهرس جعلني افهرس حياتي و سأفهرسها مستقبلا، حتى منطق الطير الأخير جعلني اقترب من سماء بغداد و كأني كما لو كنت انا الطير. 

الفهرس التي لا فهرس لها
جعلتني أكون لها فهرس في نهاية الكتاب مرقم بالمنطق و صفحته،
و كونت لي هاجس ان أجعل لحياتي فهرس. 
و ها أنا بدأت بأول فهرس من الفهرس نفسها:

(أنا اؤمن و هذة ليست مبالغة و لا بلاغة، بأن البشر كتبٌ "والعكس أيضاً صحيح). نحن مخطوطات و مسوّدات كتب . و لكن، لكي نكتمِل و نُقرأ، يجب أن نموت. عندها فقط سوف نُعْرٓف. فالأشياء تعرف بتمامها. التمام هو الأكتمال. و كذا الأشخاص. لا يمكن إجراء التشريح الكامل لجسد إلا بعد الموت.)


هناك تعليق واحد: