لقرون عديدة، ظلت الفلسفة الوسيلة المستخدمة الأفضل في الحصول على المعرفة وعلى فهم معين لما يحيطنا ،
ولكن الآن أصبحت ميتة إذا قام #العلم بإزالة الحاجة لها ..
هذا ما يعتقده #ستيفن_هوكينغ أكثر العلماء إستثنائية في عصرنا ..
كتاب التصميم العظيم Pdf /
http://www.4shared.com/office/4tai5rYQ/__online.html?locale=ar
وثائقي التصميم العظيم /
الحلقة الأولى
بعنوان /
المفتاح الى الكون
http://46.101.204.97/programs/112145005071
الحلقة الثانية
بعنوان /
البحث عن معنى الحياة
http://46.101.204.97/programs/112920005130
الحلقة الثالثة
بعنوان /
هل خلق الله الكون ؟
http://46.101.204.97/programs/120638475284
ولكن الآن أصبحت ميتة إذا قام #العلم بإزالة الحاجة لها ..
هذا ما يعتقده #ستيفن_هوكينغ أكثر العلماء إستثنائية في عصرنا ..
كتاب التصميم العظيم Pdf /
http://
وثائقي التصميم العظيم /
الحلقة الأولى
بعنوان /
المفتاح الى الكون
http://
الحلقة الثانية
بعنوان /
البحث عن معنى الحياة
http://
الحلقة الثالثة
بعنوان /
هل خلق الله الكون ؟
http://
وهناك أدلة وبراهين متعددة تدل على هشاشة النزعة العلموية , وتكشف عن
ردحذفغلوها وتجاوزها للحدود المقبولة , ووقوعها في الشطط والعنت , وإثبات ذلك
سيكون من خالل األمور التالية :
1 -العجز عن اإلثبات , وذلك أن دعوى النزعة العلموية بأن العلم كا ٍف لإلنسان
في تفسير كل الحقائق وتقديم الحل لكل المشاكل الحياتية دعوى تحتاج إلى إثبات
وإقامة الدليل على صدقها , وفي إقامة الغالة الدليل على ذلك إما أن يعتمدوا على
العلم نفسه , وهذا االعتماد يوقع في خطئ منهجي كبير , وهو االستدالل على
صحة الشيء بنفسه , وهو خلل استداللي غير مقبول في قوانين العقل والمنطق ؛
فإن الدعوى ال تكون دليال على صحة نفسها .
وإما أن يستدلوا على صحة دعواهم بغير العلم , فإن فعلوا ذلك فقد ناقضوا
أصلهم ؛ لكون أصل رؤيتهم يقوم على أنه ال طريق لمعرفة الحقيقة إال العلم نفسه .
ثم إن حقيقة دعواهم , وهي كون العلم كافيا في معرفة كل شيء , قضية كلية
موجبة , ومثل هذا النوع من القضايا ال يمكن التحقق من صدقها بالتجريب
واالختبار , ألن القضايا العامة المطلقة ليست قضية تجريبية , فكيف يحكمون
بصحتها إذن , وقد أبطلوا كل المناهج إال المنهج التجريبي؟!! .
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف2 -بطالن القاعدة المؤسسة ؛ وذلك أن أصل فكرة العلموية قائمة على أن
ردحذفمصادر المعرفة اإلنسانية منحصرة في المدركات الحسية فحسب , وهذا األساس
غير صحيح , وسوف اثبت بالمنطق والعقل اذا اردتي بطلانه من وجوه كثيرة ,
ور ْصد آثاره السيئة على المعرفة اإلنسانية , والأدلة مقامة على استحالة قيام
المعرفة اإلنسانية على مصدر واحد , وضرورة قيامها على المبادئ العقلية األولية
التي ال تستند في صحتها إلى مصدر الحس .
3 -استقرار االعتقاد بالقصور العلمي , فالنزعة العلموية قائمة على أن العلم
ردحذفيستطيع أن يكفي اإلنسانية في كل ما تحتاجه من المعارف وغيرها , ولكن هذه
النزعة أضحت تواجه حقيقة معرفية ظاهرة, وهي استقرار االعتقاد بأن العلم
اإلنساني قاصر عن إدراك الوجود , وإدراك قصور العلم التجريبي واإليمان العميق بعجزه عن كفاية االحتياجات اإلنسانية واستيعاب كل الحقائق الوجودية , واستشعار
عجزه عن اإلجابة على كل األسئلة بات أمرا شائعا ومنتشرا في األوساط العلمية .
فبعد أن ظن كثير من الناس في القرن التاسع عشر أن العلم بلغ إلى كل الحقائق
الوجودية , وأضحى المصدر الوحيد الذي سيكفيهم عن كل المصادر األخرى تغير
الحال مع بداية القرن العشرين , وأخذت الثقة في العلم بالتداعي , وطفق العلم
)29 )التجريبي يواجه صعوبات كثيرة ال يجد لها جوابا
.
وبات العـلم التجريبي أكـثر تواضعا من ذي قبل , وأكثر إدراكا لحقيقة أمره
وحجم قدرته , وفي تأكيد ذلك يقول الفيلسوف اإلنجليزي الملحد برتراند رسل في
سياق حديثه عن الصراع بين العلم والدين :"العلماء يعترفون في تواضع بوجود
)30 )مناطق يجد العلم نفسه عاجزا عن الوصول إليها"
.
وقد ظهر التنبيه على قصور العلم التجريبي منذ القرن الثامن عشر ,حيث يقول
نيوتن – وهو أشهر عالم ظهر في ذلك القرن- :"أنا ال أعرف كيف أبدو للعالم ,
ولكنني أبدو لنفسي طفال يلهو على شاطئ البحر , ألهي نفسي في البحث بين الحين
واآلخر عن حصاة ملساء , أو صدفة أكثر جماال , بينما محيط الحقيقة العظيم يمتد
)31 )أمامي مجهوال"
.
وفي نهاية القرن التاسع عشر كتب ديبوا ريموند مقاال ذكر فيه أن هناك سبعة
ألغاز في الكون , أربعة منها على األقل ال تقبل الحل أبدا عن طريق العلم , وهي
ماهية المادة والقوة , وأصل الحركة , وأصل اإلحساس البسيط , وحرية
)32 )اإلرادة
.
وفي إثبات عجز الجهد اإلنساني عن أن يحيط بكل الحقائق الكونية يقول
أينشتاين :"العقل البشري مهما بلغ من عظمة التدريب وسمو التفكير عاجز عن
اإلحاطة بالكون , فنحن أشبه األشياء بطفل دخل مكتبة كبيرة , ارتفعت كبتها حتى
السقف , فغطت جدرانها , وهي مكتوبة بلغات كثيرة , فالطفل يعلم أنه ال بد أن يكون هناك شخص قد كتب تلك الكتب , ولكنه ال يعرف من كتبها وال كيف كانت
)33 )كتابته لها , وهو ال يفهم اللغات التي كتبت بها" ويعبر السير جيمس جنتز في آخر حياته عن عجز العلم اإلنساني بمقولة ظريفة
بليغة فيقول :"إن العلم يصطاد في بحر الواقع بنوع معين من الشباك , يسمى
بالمنهج العلمي , وقد يكون في البحر الذي ال يمكننا أن نسبر غوره الكثير مما
)34 )تعجز شباك العلم عن اقتناصه"
.
وأما سوليفان , فإنه ألف كتابا خاصا في هذه القضية أسماه "حدود العلم " , وقد
محض كامل كتابه للتأكيد على قصور العلم اإلنساني , واستحالة إحاطته بكل
الحقائق الوجودية وإثبات أن له حدودا ال بد أن يقف عندها , وأثبت أن التحوالت
العلمية في القرن العشرين تؤيد تلك النتيجة , ويقول :" لقد أصبح العلم شديد
الحساسية , ومتواضعا نسبيا , ولم نعد نلقن اآلن أن األسلوب العلمي هو األسلوب
)35 )الوحيد الناجع الكتساب المعرفة الحقيقية"
, ويستمر في تأكيد ذلك قائال :"إن عددا
من رجال العلم البارزين يصرون بمنتهى الحماس على حقيقة مؤداها أن العلم ال
يقدم لنا سوى معرفة جزئية عن الحقيقة , وأن علينا لذلك أن ال نعتبر أو ال يطلب
)36 )إلينا أن نعتبر كل شيء يستطيع العلم تجاهله مجرد وهم من األوهام"
.
وذكر ستيفن هوكنج- عالم الفيزياء المعاصر- أن العلماء انشغلوا جدا "بإنشاء
)37 )نظريات جديدة توصف ما هو الكون , ولم يسألوا عن سؤال لماذا"
, ويقول
:"وعلى ك ٍل فلو اكتشفنا فعال نظرية كاملة , فإنه ينبغي بمرور الوقت أن تكون قابلة
ألن يفهمها كل فرد بالمعنى الواسع , وليس فقط مجرد علماء معدودين , وعندها
فإننا كلنا : فالسفة وعلماء وأناسا عاديين سنتمكن من المساهمة في مناقشة السؤال
عن السبب في وجودنا نحن والكون , ولو وجدنا اإلجابة عن ذلك فسيكون في ذلك
)38 )االنتصار النهائي للعقل البشري ؛ ألننا وقتها سنعرف الفكر الخالق"
.
ويؤكد الفيلسوف المعاصر وليم جيمس أيزل النقص العلمي لدى اإلنسان فيقول
:" إن الشيء الذي نعرفه بالعقل هو أن العلم الراهن ال يملك أن يفسر لنا كل
)39 )الخواص التي يتفق أن نتحدث عنها".
ال جرم أن اإلقرار بقصور العلم التجريبي لم يعد خاصا بمجال واحد من
حذفالمجاالت المعرفية , وإنما هو شامل لكل االختصاصات العلمية , يقول الفيلسوف
أوجست سبانييه :"إن العلماء أول المعترفين في كل فرع من فروع العلم بأنهم لم
يدركوا منه إال جز ًء محدودا , وإن أكثرهم تواضعا هم أكثرهم علما , على أن كلهم ا
يعترفون بأن ما حصلوه لآلن من االكتشافات , وما درسوه من هذا الجزء من
الطبيعة ليس إال عدما بالنسبة لما يجـهلونه , فهم مستـعدون لتنقيح القوانين التي
)40 )قرروها , وتوسيع الفروض التي فرضوها"
.
وفي التصريح بنقص العلم اإلنساني الهائل في كل المجاالت يقول األستاذ شارل
ريشيه :"يجب على اإلنسان مع احترامه العظيم للعلم العصري أن يعتقد بقوة أن هذا
)41 )العلم العصري مهما بلغ من الصحة فهو ال يزال ناقصا نقصا هائال"
ويقول دي بروليه في التنبيه على قصور العلم اإلنساني في مجال الفيزياء :"لقد
ردحذفذُكر الكثير وال يزال يُذكر حول إمكان وجود ظواهر ال تزال مجهولة لنا إال القليل
يقع أغلبها على الحد الفاصل بين الفيزياء وعلم الحياة ... وأخيرا قد يكون هناك
أنواع برمتها من الظواهر الفيزيائية التي تفلت تماما من رقابتنا , ربما لنقص
وسائلنا في كشفها , وربما كانت هناك فروع من الفيزياء ليس لدينا عنها أي تصور
, ال تزال في حاجة إلى اإليضاح , وسوف يفهم القارئ دون صعوبة أني ال أستطيع
أن أحددها , وأن نتائجها إذا قُدر لنا أن نعرفها مقدما تدهشنا دون شك , كما كان
يمكن أن تدهش الفيزياء النووية فيزيائي قرن مضى , إننا ال نستطيع حيال كل هذا
إال إلقاء تخمينات ال تقوم على أساس , وكلنا نستطيع دون مخاطرة بالخطأ أنه في
الفيزياء – كما هو الحال في العلوم األخرى – ال يزال ما نعرفه ضئيال بجانب ما
)42 )زلنا نجهله" وفي تأكيد المعنى نفسه يقول عالم الفيزياء المعاصر سمولن بعد حديثه المطول
عن مستقبل طبيعة الكون :"لكننا نبقى عاجـزين عن اإلجابة عن سؤال بسيط تم
طرحه منذ أمد بعيد , في ثالثينيات القرن العشرين : لماذا يكـون للبروتون
)43 )والنيوترون نفـس الكتلة تقريبا؟! ولماذا كتلة النيوترون هي األثقل قليال؟!"
وأما في علم األحياء , فقد تكاثرت مقاالت العلماء التي يصرحون فيها بأن هذا
ردحذفالمجال من العلم مليء باألسرار التي ال يمكن للعلم التجريبي أن يصل إليها , وفي
كاترين شينش :"ما زال عالَ بيان شيء من ذلك تقول عالمة األحياء المعاصرة م
األحياء يزخر باألسرار التي ال نفهمها ... إننا لم تدرك بعد الغاية في رحلتنا نحو
)44 )الحقيقة , أو نشرف على المنتهى , بل إننا ما زلنا في بداية الطريق"
.
ويقول ستيوارن كاوفمان – أستاذ الكيمياء الحيوية المعاصر – :"قد يتبادر إلى
أذهاننا أن باستطاعتنا اإلجابة على سؤال "ما هي الحياة؟" في هذا العصر الحافل
بانتصارات علم األحياء الجزيئي , وأول مسودة للجينوم , ومع هذا فال نستطيع إلى
ذلك سبيال , نعرف نتفا عن اآللية الجزيئية , وقطعا من نظام الذرات االستقالبية ,
والنظم الشبكية الوراثية ووسائل تخليق األغشية الحيوية , ويتفلت من بين أيدينا
)45 )الشيء الذي يجعل الخلية الحرة حية , ويبقى جوهر األمر سرا"
.
ومن الأمور التي يعجز العلم التجريبي عن الوصول إليها : القضايا المتعلقة
باألخالق والمبادئ والقيم والغاية والتعليل , وقد نبه عدد كبير من العلماء –
وبعضهم من المعجبين بالعلم جدا- إلى هذه القضية مرات تعقبها مرات , وفي بيان
شيء من تلك األسئلة التي يعجز عنها العلم يقول الفيلسوف اإلنجليزي الملحد
برتراند رسل :" معظم المسائل التي ال يستطيع العلم أن يجيب عنها , والتي تستثير
اهتمام العقول المتأملة أكثر مما يستثيرها أي شيء آخر , أن تكون من القبيل الذي
ال يستطيع العلم أن يجيب عنه ... , ومن أمثلة هذه المسائل ما يلي : أيكون العالم
منقسما إلى عقل ومادة؟! وإن كان كذلك فما العقل وما المادة ؟ هل العقل تابع للمادة
أم أنه ينفرد بقوى خاصة به؟ أفي الكون وحدة تربط أجزاءه وهدف ينشده ؟ هل
يتطور الكون ساعيا نحو غاية معينة ؟ أحقا هناك في الطبيعة قوانين أم أننا نؤمن
بوجود القوانين الطبيعية إرضا ًء لرغباتنا الفطرية في النظام ؟... هل للعيش أسلوب
شريف وأسلوب وضيع أم أن أساليب العيش كلها عبث ال يختلف فيها أسلوب عن أسلوب ؟ أال بد للخير أن يكون خالدا لكي يكون جديرا عندنا بالتقدير أم الخير
حقيق منا بالسعي وراءه حتى إن كان الكون صائرا إلى فناء محتوم؟..... تلك أسئلة
)46 )ال تستطيع الجواب عنها في المعامل "
ويقول عـالم الفيزياء النمساوي إيرون شرود نغر )1987م( – وهو من
ردحذفالحائزين على جائزة نوبل- :"إن الصورة التي يرسمها العلم للعالم الحقيقي حولي
صورة ناقصة جدا , صحيح أنه يقدم حشدا ضخما من المعلومات الواقعية , ولكنه
يسكت سكوتا فاضحا عن كل ما هو قريب فعال إلى قلوبنا , بل ما يهمنا حقا , إنه ال
يستطيع أن يقول لنا كلمة واحدة عن الحمرة والزرقة , عن المرارة والحالوة , عن
األلم الجسدي , واللذة الجـسدية , وال هو يعـرف شيئا عن الجمال والقبح , عن
الخير والشر , أو عن هللا واألزلية , صـحيح أن العلم يدعي أحيانا أنه يجيب عن
أسئلة في هذه المجاالت , إال أن األجوبة هي في األغلب على قدر من السخف , ال
)47 )نميل معه إلى أخذها مأخذ الجد"
.
وفي دفاع ألبير باييه عن العلم ذكر أن العلم يستطيع "أن يدلنا على األفكار
األخالقية عند الفئات اإلنسانية , ويستطيع أن يدلنا على كيفية تطورها , ولكنه ال
يستطيع أن يرشدنا إلى قيمتها وال إلى ما كان ينبغي أن تكون , فلنوطن أنفسنا على
)48 )هذا , فال نطلب إلى العلم ما ال يسوغ له أن يعطينا!"
.
ويتساءل بعد دراسة مطولة عن عالقة العلم باألخالق :"أيلزمنا إذن أن نسلم بأن
العلم , ومهمته المعرفة المحضة , عاجز بماهيته عن أية هداية لإلنسان ؟! أوليس
)49 )لنا بد من أن نعترف بأن العلم يضيء العالم ولكنه يترك في القلوب ظالما؟!"
ويقول أستاذ الطبيعة الحيوية المعاصر بول كالرنس ابرسولد :"تستطيع العلوم
ردحذفأن تمضي مظفرة في طريقها ماليين السنين , مع ذلك فسوف تبقى كثير من
المشكالت حول تفاصيل الذرة والكون والعقل كما هي , يصل اإلنسان إلى حل لها
أو اإلحاطة بأسرارها , وقد أدرك رجال العلم أن وسائلهم وإن كانت تستطيع أن
تبين لنا بشيء من الدقة والتفصيل كيف تحدث األشياء , فإنها ال تزال عاجزة كل
العجز عن أن تبين لنا لماذا تحدث األشياء؟!.
ن العلم والعقل اإلنساني وحدهما لن يستطيعا أن يفسرا لنا لماذا وجدت هذه
الذرات والنجوم والكواكب والحياة , واإلنسان بما أوتي من قدرة رائعة , وبرغم أن
العلوم تستطيع أن تقدم لنا نظريات قيمة عن السديم ومولد المجرات والنجوم
والذرات وغيرها من العوالم األخرى , فإنها ال تستطيع أن تبين لنا مصدر المادة
والطاقة التي استخـدمت في بناء هذا الكون , أو لماذا اتخذ الكون صورته الحالية
)50 )ونظامه الحالي"
ويرصد أستاذ العلوم الطبيعية في جامعة ميشجان ابرفتج وليام توبلونس عددا
ردحذفمن األسئلة التي يعجز العلم عن تقديم اإلجابة عنها فيقول :"يمثل بعض المشتغلين
بالعلوم – في ظل ثقتهم الكبيرة بإمكانياتهم- إلى االعتقاد بأن العلوم قادرة على حل
جميع المشكالت .. ولكن العلماء ليسوا جميعا ممن يعتقدون في قدرة العلوم على كل
شيء حتى تستطيع أن تجد تفسي ًرا لكل شيء , فالعلوم ال تستطيع أن تحلل الحق
والجمال والسعادة , كما أنها عاجزة عن أن تجد تفسيرا لظاهرة الحياة أو وسيلة
إلدراك غايتها , بل إن العلوم أشد عجزا عن أن تثبت عدم وجود إله ... إن العلوم
ال تستطيع أن تفسر لنا كيف نشأت تلك الدقائق الصغيرة المتناهية في صغرها التي
)51 )ال يحصيها عدد , وهي التي تتكون منها المواد"
.
وبعد دراسة مطولة عن نشأة الكون والحياة قال الدكتور هاني رزق :"إن العلم
ال يستطيع بمفرده أن يجيب على عدد كبير من التساؤالت التي يطرحها اإلنسان
على نفسه , وسنقتصر على عدد محدود جدا من هذه التساؤالت المهمة التي تمخض
عنها العلم نفسه- دون أن نثير مسألة سبب وجود اإلنسان, والغاية من وجود الكون
وحتمية الموت-"
)52(
.
وذكر خمسة أسئلة جوهرية لم يستطع العلم أن يجيب عليها وحدها , ومنها :
سيرورة التطور الموجه من االنفجار العظيم حتى ظهور اإلنسان على وجه األرض
, ومنها : تفسير حدوث االنفجار األعظم ونشوء الكون , ومنها : تفسير حدوث
االنفجار األعظم في نقطة تفوق درجة حرارتها درجة بالنك التي تشكل الجدار
الثاني الذي ال يمكن تجاوزه فيزيائيا , ومنها : تفسير توحـد القوى الطبـيعية األربع في قوة واحـدة منفردة , ومنها : تفسير التالزم المذهل للثوابت الطـبيعية بعضها مع
)53 )بعض , فكل هـذه القضايا ال يستطيع العلم وحده أن يقدم عنها جوابا
.
ونتيجة لقوة الرأي المؤكد لنقص العلم التجريبي وانتشار تأثيره دعا فوارسنيه
إلى ضرورة تدريس الجهل اإلنساني , حيث يقول :"إن تبصر اإلنسان بحدود العلم
البشري , وكذلك تبصره بال محدودية الجهل البشري الذي يحيط به من كل جانب
لهو من أهم واجبات العلماء لنشر الوعي العلمي , لما لذلك من أثر مهم في تقدم
)54 )العلم البشري